وافقت شركة زووم على دفع تعويضات "تاريخية" بقيمة 85 مليون دولار، في إطار تسوية دعاوى جماعية رفعها مستخدموه، الذين من بينهم مجموعات كنسية قال أفرادها إن هذه الإساءات سبَّبت لهم حالة من الصدمة، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
فقد سببت جائحة كورونا ارتفاعاً في "قصف زوم zoom-bombing" الذي يحدث حين يقتحم القراصنة والمتصيدون اجتماعات افتراضية برسائل وصور مسيئة، الأمر الذي دفع مجموعة من المستخدمين إلى مقاضاة الشركة.
في إطار اتفاق التسوية، ستدفع شركة زووم، مالكة تطبيق مؤتمرات الفيديو الذي نمت شعبيته خلال الجائحة، تعويضاً نقدياً بقيمة 85 مليون دولار، وستنفذ إصلاحات على سياساتها التجارية.
يوم الخميس 21 نيسان، منحت القاضية الفيدرالية لوريل بيلر، من ولاية كاليفورنيا، الموافقة النهائية على الاتفاق الذي قُدم لأول مرة في تموز. ومُنح الاتفاق موافقة مبدئية في تشرين الأول.
"قصف زووم" وانتهاك الخصوصية
تأتي هذه التسوية بعد 14 شكوى جماعية رفعها مستخدمون ضد الشركة التي يقع مقرها في سان خوسيه، بين آذار وأيار من عام 2020، قالوا فيها إن الشركة انتهكت خصوصيتهم وأمنهم.
في واحدة من هذه الحوادث التي وقعت قبل عامين، كانت كنيسة القديس بولس اللوثرية في سان فرانسيسكو تستضيف حلقة دراسية لدراسة الكتاب المقدس، كان معظم المشاركين فيها من كبار السن، بعد بدء الجلسة بفترة وجيزة سمح زووم لأحد "المتصيدين المعروفين" بـ "قصف" الحلقة الدراسية.
وفقاً للدعوى، "اختُطفت شاشات حواسيبهم وتعطلت أزرار التحكم وأُجبروا على مشاهدة مقاطع فيديو إباحية"، تضم مشاهد اعتداء جنسي على أطفال واعتداءات جسدية.
لم يتمكن مستضيف الاجتماع من إخراج الخاطف من غرفة الاجتماعات، وطلب من المشاركين ترك الاجتماع والانضمام إليه مرة أخرى، لكن المعتدي عاد ليقصف الاجتماع من جديد بمحتوى رسومي. وقالت الدعوى إن هذا الحادث أصاب المضيف والمشاركين "بحالة من الصدمة والعجز".
صور اعتداء جنسي على أطفال
في حادثة أخرى، وقعت في نيسان عام 2020، تعرّض مشاركون انضموا إلى قداس افتراضي في كنيسة أوك لايف، في ولاية أوكلاند، عبر زوم، لقصف بصور اعتداء جنسي على الأطفال.
وفقاً لوثائق محكمة استعرضتها صحيفة Los Angeles Times، فـ"المشاركون في ذلك الاجتماع، وكثير منهم كانوا متعافين من صدمات أصلاً، أصيبوا بحالة صدمة وانهيار".
أضافت الوثائق: "وتعيَّن على كنيسة أوك لايف الاستعانة باستشاريين في الصدمات، وإقامة مجموعات دعم لمساعدة مرتاديها في التعامل مع الصدمة التي تسبب فيها هذا الحادث".
اتهم المدعون في القضية شركة زووم، فضلاً عن فشلها في منع قصف زوم، بمشاركة البيانات بشكل غير قانوني مع أطراف ثالثة مرخصة، مثل فيسبوك وجوجل ولينكد إن، وتزييف قوة بروتوكولات التشفير من طرف إلى طرف.
فيما وصف مارك مولومفي، أحد المحامين الذين يمثلون زوم في القضية، في بيانٍ هذه التسوية بالـ"ثورية"، وأضاف أنها "ستنفذ أيضاً سياسات خصوصية ستساعد، من الآن فصاعداً، في ضمان سلامة المستخدمين وحمايتهم".